دنيا ودين
حديث الصباح
حديث الصباح
اشرف عمر / المنصورة
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها
فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ
قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءُ السَّيلِ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفن اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ }.
حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أبو داود، وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
شرح الحديث
إذا ترَكَ المسلِمونَ الجِهادَ وحرَصوا على الدُّنيا وأحبُّوها وكرِهوا الموتَ، طَمِعَ فيهِم أعداءُ اللهِ مِن الكفَّارِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم:
“يُوشِكُ الأُممُ أن تَداعى علَيكمْ”، أي: يَقرَبُ أن تَجتمِعَ وتتحدَ على المسلمينَ الأممُ الكافرةُ،
كما تَداعَى الأَكلةُ إلى قَصعتِها”، أي: كما يَجتمِعُ الجماعةُ من الناسِ على الطَّعامِ، وهذا إشارةٌ إلى السُّهولةِ التي يَلقاها العدوُّ في المسلمينَ.
فقالَ قائلٌ: “ومِن قلَّةٍ نحنُ يومئذٍ؟”،
أي: هلْ يكونُ طَمعُهم واجتماعُهم على المسلمينَ لِقلَّةِ عدَدهِم؟
قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: “بلْ أنتمْ يومَئذٍ كَثيرٌ، ولكنَّكمْ غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ”
أي: يكونُ مَطمعُهم في المسلمينَ ليسَ لِقلَّةِ العَددِ
فإنَّ العددَ يكونُ كثيرًا ولكنْ لا نفعَ فيهِ ولا فائدةَ
ولكنْ لقِلَّةِ شجاعه المسلمين وتفرقهم وغُثاء السَّيلِ: ما يَطفو على ماءِ السَّيلِ مِن زَبدٍ وأوْساخٍ وفَقاقِيعَ.
قال صلَّى الله عليه وسلَّم