بقلم: الدكتور إبراهيم يونس.
تسيطر على الإنسان حالات من التفكير وحالات أخرى من المشاعر وكل هذه الحالات تتشابك مع بعضها بالاتحاد أحياناً وبالتناحر أحيانا أخرى.
العقل البشري تلك الكتلة المتوهجة التي تصدر قرارات متينة وقرارات رشيدة حالما تم توجيهها إلى المسار الصحيح فتضفي على السلوك والتصرف حالة من الوعي والإدراك بخلاف العاطفة فإنها تعتمد في أساسها على كمية المشاعر والأحاسيس التي تسيطر على القلب والفؤاد فتارة تصيب وتارة تخطئ.
عندما يقف العقل في وجه العاطفة فإن الخاسر فيهما يتألم ألما شديدا وذلك الألم ناتج عن كمية الخذلان من موقف ما أو شخص ما أو حتى من الذات نفسها فيعمل بكل قوة على الثبات ولكن ثباته وهمي لا يصل إلى النهوض مرة أخرى طالما أن المسيطر فيهما هو الأرجح.
تلك المباريات المتوالية بين الفكر وبين الشعور تنتج في نهاية الأمر إنسانا متوازنا في انفعالاته وتوجهاته ولكن بعد أن يأخذ الصفعة أو الصدمة التي قد يكون خيرها أكثر من شرها إذا ما تم تحويلها إلى كتلة إيجابية تخدم ذلك الكائن البشري.
في نهاية الأمر فإن الصراع بينهما دائم لا محالة ولكن الكيس الفطن هو من تعلم من الدرس وسار على الدرب الصحيح والمسار السليم الذي لا اعوجاج فيه فكل ما عليك قارئي العزيز هو أن تحكم العقل في مناطاته والعاطفة في مناطاتها ولا تخلط الأمور فتهلك.
