Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
مقالات

الشباب والوطن:

الشباب والوطن:

د. غسان صالح عبدالله

إن الأمة عموما والوطن السوري بشكل خاص تعيش أسوأ محنة أو مرحلة في حياتها وحياة شعوبها، ونتيجة للفساد الذي اسس له تجار الاوطان ومافيات المال اتجه العديد من الشباب إلى حياة اللهو والبطر واللامبالاة والوطن في امس اوقاته حاجة إلى طاقات أبنائه الشباب بإمكاناتهم التي لا تحدها حدود بدنية وعقلية ونفسية رغم المحاولات المستميتة الذي يبذلها عقلاء الوطن من قادة وعلماء ومربين ومعلمين لاستخلاص رحيق طاقات الشباب ، والسمو بأفكارهم وتوجيههم لما ينفع مستقبلهم وينهض بالأمة ويرقى بوطنهم ، وتكمن الخطورة في هذا السر الداهم المحيط بالوطن أن بعض شبابه تجاهلوا أهمية الدور المنوط بهم في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن والانصراف عن همومه ومحنته بحجة انهم يعيشون حياتهم بحريتهم، ويتمتعوا بشبابهم ، وكأن الشباب في مخيلة بعضهم للمتعة والاعتداء على أعراض الناس واستغلال حاجة الفقيرات من الصبايا الباحثات عن الزواج والاستقرار؟؟

إن ما نعانيه اليوم من يأس وأحباط وويلات تبدأ ولا تنتهي ناتج عن إقصاء الشباب وانشغالهم عن شؤون بلدهم بشؤون صغيرة أقرب إلى التفاهة وابعد ما يكون عن روح الحياة الحرة الكريمة، وهذا امر مؤسف للغاية ومؤشر بالغ الخطورة على ما ينتظر الوطن والأمة في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء.

إن الوطن اليوم احوج ما يكون إلى جهود العاقلين المخلصين من شبابه حاجة الأرض العطشى إلى مدامع الغيث ، لأن الشباب وحدهم القادرون على حمل بشائر التفاؤل والأمل إلى صدور ابناء الأمة، القادرين على منح الوطن ابتسامة رجاء وأمل تحفظ وجوده وتمنحه إمكانية الإستمرار في مواجهة الأخطار والمحن المتكالبة عليه ، المحيطة به من كل حدب وصوب إحاطة السوار بالمعصم ، ولن يكون ذلك إلا إذا تخلص الشباب من أمراض التفاهة والميل إلى اللهو واللامبالاة والإنسلاخ عن هموم الوطن والأمة.

إن الانتماء الإيجابي للوطن يحتم على الشباب أن يعملوا مخلصين للخروج من ظلمة الجهل والتعصب والشعور بالقوة والكرامة والاستقلال، وأن ياخذوا بكل السبل المتاحة للإرتقاء بانفسهم ومجتمعهم وامتهم إلى الحد الذي يضمن الكرامة لهم والشعور بالحرية ويضمن للوطن الهيبة والاحترام بين بلدان العالم ، وليس ذلك بصعب على الشباب لو توفرت الإرادة المخلصة والعزينة الماضية والإيمان بقضايا الوطن والأمة، وما يحزن اليوم هو توجه بعض الشباب إلى ما يأتي لهم من الخارج وبعض رجال الافتاء الضالين وهذا مؤشر خطير على ان العديد من أسرنا فشلت في تربية أبنائها وساهم ايضا في هذا الفشل فساد العديد من المسؤولين وتصرفات أبنائهم.

إننا لن نستطع أن نؤثر بالشباب ولا نصل إلى عقولهم وصولا سليما إلا إذا اهتمينا بما يريدون هم اولا ، لا بما نريد نحن لهم فقط، وأن نقدر لهم ذواتهم ونعمل على تنميتها ولا نحاول تحت أي مسوغ التعدي عليها، أو نذيبهم كي يكونوا صورا متطابقة لنا، إذ أثقل كاهل الدين كثرة المقلدين من ابنائه الذين اصبحوا بسبب التربية العمياء يتبعون كل ناعق سواء كان دعاؤه بالخير او بالشر.

ولكي نحصن شبابنا ونجد آلية فعالة تستخدم لخلق مناعة لديهم ضد الغزو الثقافي الذي تحمله إلينا آلاف الفضائيات ووسائل الإعلام العملاقة في عصر العولمة وأن نؤمن بيئة نقية يستطيع جيل الشباب الحوار من خلالها بعيدا عن الافكار مسبقة الصنع والإجابة الصحيحة الواضحة عن جميع تساؤلات هذا الجيل حيث لا خوف ولا إحراج ولاتردد، وعلى ضوء ذلك تصوب الاخطاء وتتعزز القناعات التي تخص الجيل من كل انحراف اجتماعي او سياسي يضر بمصالح الوطن وأمنه القومي ، وتوفير آلية واعية قادرة على التاثير الإيجابي في عقول الشباب بعيدا عن النمطية التي تقتل الإبداع في روح الشباب وتخلق الملل والفراغ اللذان يؤديان إلى الإنحراف، وبالطبع للإعلام الملتزم بقضايا المجتمع الواضح في طروحاته الناصع في فكره الذي يملك الجراة في النقد البناء ويحقق تطلعات الجماهير ويكون أداة تغيير في المجتمع وهذا ما تصبوا إليه جميع الامم التي تطمح للرقي والتقدم في عصر لا حياة فيه للجهل والتخلف.

أرجو أن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة الإعداد والتأهيل للشباب وتكافؤ الفرص وتوفير أحسن ظروف الحياة والعمل بعيدا عن المحسوبية وتسيس الوظيفة والرشوى…. وقطع يد الشيطان التي تلعب في مصيرهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!