ومضات فى حياة الزهراء البتول..
بقلم ربيع جودة.
سيدات نساء اهل الجنه اربعه خديجه بنت خويلد ومريم ابنة عمران وأسيه بنت مزاحم وفاطمه بنت محمد بضعة المصطفى الرسول..
فاطمه الزهراء هى الصديقة التقية الورعه قالت عنها السيدة عائشه هى أصدق الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى التقية الورعه العالمة بكل فقه المرأة الذى تعلمته من أبيها وتعلمت كل علوم الدين والسنه والتشريع رضى الله عنها وأرضاها…
ففى شهر المحرم من السنه الثانيه من الهجره النبويه الشريفه كان زواج النورين فاطمه بنت محمد صلى الله عليه وسلم و على بن أبى طالب امام المتقين وصفى رسول رب العالمين وباب مدينه العلم كما قال المصطفى الأمين و أحد المبشرين بجنه الرحمن الرحيم وقد استمر هذا الزواج فتره زمنيه قصيره حافله بالعلم والفقه المتداول بين النورين ولم يمنعها العلم والفقه من مزاوله أعباء الحياه بمشاقها ومتاعبها.
فالسيده البتول كانت تدير الرحى بيدها وتقوم بكل أعباء البيت بنفسها وهى وزوجها الذين نزلت فيهم أيات من االقرأن الكريم ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولاشكورا )…
وهم أهل الفضل وهم خير أهل ارض جميعا وقد أثمر هذا الزواج عن ذرية صالحة الحسن والحسين و المحسن و السيدة زينب الطاهرة رياحين أهل الأرض ، و تعود الرسول أن يزورها و كان كلما وجد عليهما آثار الفقر و الزهد و التعب واسا إبنته و بشرها بأنها ستكون من خير رجال أهل الجنة ، و كان إذا أوصى عليا بها قال : (فاطمة بضعة منى يريبنى ما رابها و يؤذينى ما أذاها).
و فى الحق أن عليا أحسن معاملتها على أحسن ما يكون بل لقد حمل عنها عبئاً كبيراً من أعباء البيت.
و فى اليوم الثالث من رمضان فى السنة الحادية عشر من الهجرة كان قد مر على وفاة الرسول ستة أشهر فذكرت السيدة فاطمة الإمام على الحديث الذى دار بينها و بين أبيها و هو على فراش الموت و ذكرته أنه قال لها أنها أول اللاحقين به من أهل بيته فخرج على لقضاء بعض حاجاته و إذا بالسيدة فاطمة تشكو و ترقد على سريرها.
روت أم سلمة التى كانت تمرضها : ( إشتكت فاطمة سلام الله عليها شكواها التى قبضت فيها فكنت أمرضها فأصبحت فى هذا اليوم كأمثل ما رأيتها و بعد أن خرج الإمام على قالت : أسكبى لى غسلاً فسكبت لها فإغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ،ثم قالت يا أمة : أعطينى ثيابى الجدد فأعطيتها فلبستها ،ثم قالت : يا أمة قدمى لى فراشى وسط البيت ففعلت و اضطجعت و استقبلت القبلة و جعلت يدها تحت خدها ،ثم قالت يا أمة إنى مقبوضة الآن و قد تطهرت فلا يكشفنى أحد .
و جاء على فأخبرته فأسرع الإمام و جهزها و دفنها بعد العشاء سراً كما أوصت و بكاها أحر بكاء و وقف علي قبرها يقول لكل إجتماع من خليلين فرقة
و إن الذى دون الفراق قليلٌ وإن إفتقادى واحداً بعد واحدٍ دليلٌ على ألا يدوم خليل.
ثم ترك البقيع حيث دفنها دون أن يترك على قبرها ما يدل عليه كما أوصته ، ومضى إلى قبر النبى فقال :
( السلام عليك يا رسول الله عنى و عن إبنتك و زائرتك و المختار لها سرعة اللحاق بك قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبرى و قلَّ عنها تجلدى ، إلا أن لى التأسى بسنتك و فى فرقتك موضع تعز ، قد إسترجعت الوديعة و أخذت الرهينة و أختلست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء ، يا رسول الله : أما حزنى فسرمد و أنا ليلى فمسهد ولا يبرح ذلك من قبرى حتى يختار الله لى دارك التى أنت بها مقيم كمدٍ مبرح و هماً مهيج سرعان ما فقر بيننا يا رسول الله ، فبعين الله تدفن إبنتك سراً ولم يطل منك العهد فإلى الله المشتكى و فيك أجمل العزاء و صلوات الله عليك و عليها و رحمة الله و بركاته ).