غرغرة القلب ليست كغرغرة العين ، العين حين تتجمع الدموع داخلها و توشك على الخروج تتريث قليلا و تتماسك ثم تفيض بعدها ، تفيض بعد مائه محاولة لعدم الخروج و الظهور ، هذه دموع العين هي دموع شقية أبية و محتشمة كذلك ، و لربما إحتشامها يأتي من كونها ترفض رؤية الٱخرين لها أو شفقتهم .
أما القلب و ما أدراكم ما القلب فدموعه خفية لكنها دائما ما تتسلل كثيرا و
تفيض كلما حان الوقت ، كلما تألم أو جرح أو تعب أو ضعف فالقلب لا يخشى أحد ما دام مخفي عن الٱخرين و غير مكشوف لهم مظهره ، لذا فهو يبكي دائما في كل اللحظات سواء كانت السعيدة أو الحزينة ، لكن يختلف نوع بكائه ، ففي الحزن يبكي دما و في الفرح يبكي بالخفقان المستمر ، هو يتورد حين يفرح و يصفر حين يحزن ،
و لأن حزنه شديد و مؤثر فإن دموعه لا تشفي و لا ترثي ، و يحتاج حينها لمن يغسل و يرطب جروحه و لئن كانت العين خير فاعل لذلك فإنها و بعد إنحباسها لمدة تخرج و تغسل جروح قلب قد ضاق و الهم لم يعد يطاق و تلين ٱلالام كادت من شدتها أن تصبح أشواك.