دنيا ودين
تعريف الصيام وأدلته من الكتاب والسنة.
بقلم الشيخ / أحمد عبد العظيم عمرو
مدير عام معهد فؤاد الأول بأسيوط.
وفي هذا المقال نتناول التعرف على حقيقة الصيام عند علماء اللغة العربية وعلماء الشريعة الإسلامية في المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة. ثم نتعرض بإختصار لذكر دليل واحد من جملة الأدلة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مراعاة لعدم الإطالة على القارئ الكريم. فنجد في اللغة العربية : الصيام مصدر – صام يصوم صوما صياما – وهو مطلق الإمساك والكف عن الشئ والامتناع عن فعله. أما الصيام شرعا : فهو كما يأتي حسب تعريفات المذاهب الأربعة له على النحو التالي فعند الأحناف : هو الإمساك عن أشياء مخصوصة وهي ( الاكل – الشرب – الجماع ) بشرائط مخصوصة.
وعند المالكية : فهو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج يوما كاملا وما يقوم مقامهما مخالفة للهوى من طاعة المولى في جميع أجزاء النهار بنية قبل الفجر. أو معه أن امكن فيما عدا زمن الحيض والنفاس عند المرأة وأيام الأعياد.
وعند الشافعية : فهو الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص.
وعند الحنابلة : فهو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
و الراجح من هذه التعريفات : لو أمعنا النظر فيها نجد أن الأحناف قد صرحوا بالإمساك عن المفطرات وبعض مايجب الإمساك عنه كالاكل والشرب والجماع. والشافعية قد صرحوا بالإمساك عن المفطرات فقط. والحنابلة قد صرحوا بالإمساك عن المفطرات وصرحوا أيضا بمدة الصوم. أما المالكية فقد صرحوا بالإمساك عن شهوتي البطن والفرج وما يقوم مقامهما كما صرحوا أيضا بالنية ومدة الصوم والنقاء من دم الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة وان يكون الصوم فيما عدا أيام الأعياد وصرحوا كذلك بمضاعفة الثواب أن خالف الصائم هوى النفس لكن التعريف لم يتكلم عن نهاية الصوم كل يوم ومن هنا فهو أشمل التعريفات ولكنه طويل.
والتعريف الذي أراه للصيام وهو مستفاد من جملة هذه التعريفات: هو الإمساك عن المفطرات من الفجر إلى غروب الشمس مع النية بشروط خاصة وهذا التعريف مختصر وشامل.
ومما ورد من أدلة على وجوب الصيام في القرآن الكريم قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون….. ) البقرة (١٨٣) . وقوله تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه… ) البقرة (١٨٥) .
ومما ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة ( بضم الجيم وتشديد النون ) فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يضخب فإن سابه ( بتشديد الباء) أحد او قاتله فليقل اني صائم فوالذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحان يفرحهما. إذا افطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه. متفق عليه. وهذا لفظ البخاري. وفي رواية له أيضا (يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي. الصيام لي وانا أجزي به والحسنة بعشر امثالها). وفي رواية لمسلم : كل عمل بن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى الا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان. فرحة عند فطره. وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من رائحة المسك. هذا بعض ما ورد من الأدلة في وجوب الصوم وبيان فضل الصيام. والله تعالى أعلى واعلم.