Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
اخبار مصر

“تضحية أم مصرية

“تضحية أم مصرية ”

بقلم ربيع جودة.

تزوجت من ضابط الجيش المصرى فى أوائل عام ١٩٤٦م و كانت حياتهما مزيد من الحب و الإخلاص و الوفاء كلٌ لحبيبه و تشربت منه حب الوطن و الفداء و التضحية فكان إذا غاب عنها أياماً و ليالى لظروف عمله لم يكن يفارق فؤادها و مهجتها لحظة واحدة و ظلت الحياة بينهما على هذا الوفاق و الحب المتبادل و أثمر هذا الحب بعد زواج عام كامل عن طفلاً ليزيد الإرتباط و الحب للإسرة جميعها فكانوا فى سعادة غامرة بقدوم هذا الوافد الجديد الذى ملأ حياتهما فرحاً و بهجة و سروراً .

و مر على المولود سنة و يوم إحتفالهما بعيد ميلاده الأول و وسط مباهج الفرح و السرور تم إستدعاء الضابط من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة ليكون ضمن الجيش المصرى المكلف بحرب ١٩٤٨ حرب فلسطين السليبة من أبدى المعتدى الآثم إسرائيل فتقبلت زوجة البطل الإستدعاء بكل ترحيب و فخر و إعتزاز و ودع زوجته وابنه الصغير و بحاسة البطل المرهف أوصاها غيراً بنفسها و بطفلها و زرفت عيناه دمعة كأنها تعبر عن المكنون و المسطر فى علم الغيب .

لبى البطل نداء الوطن و سافر مع رفاقه الأبطال الشرفاء لمعركة شرف و كرامة و بعد أن دارت المعركة و بعد بطولات قام بها البطل و رفاقه استشهد البطل فى ساحة القتال و وصل الخبر إلى السيدة التى تحولت حياتها إلى زهول و جمود و حزن و غيم عليها الحزن و الألم لكنها تمالكت نفسها كزوجت شهيد ترك لها أمانة و تذكرت الوصية التى أوصلها بها فنفضت غبار الحزن و توشحت بالصبر و آثرت أن تكمل مسيرة الوفاء لزوجها فى تربيةابنها فكرست كل حياتها لتربية ابن الشهيد تربية تليق بأبيه البطل و غرست فيه حب الوطن و تضحيات الأبطال و على رأسهم البطل الشهيد و بطولات و تضحيات و إستشهاد الشهداء فداءً للوطن و ترابه الغالى على هذا تربى الطفل على الحب و الوفاء و التضحية فى سبيل الوطن .

تخرج الابن من الثانوية العامة و عند إختياره لمرحلة التعليم الجامعى كان هدفه الأول هو الإلتحاق بالكلية الحربية ليواصل رحلة و بطولات والده الشهيد فلما أبدى رغبته أمام والدته كانت فى قمة السعادة و النشوة مما سمعت إنها تريده بطلاً مثل والده البطل الشهيد فشجعته و التحق بالكلية الحربية بعد مرور عام من الدراسة أُصيبت مصر بمرارة قاسية حلت على مصر بنكسة ٦٧ تشرب الشعب المرارة و لكنه لم يقبل الهوان فخرج الشعب بالملايين تملأ الميادين تطالب القائد الراحل جمال عبدالناصر بعدم التنحى و تطالبه بالتجهيز و إعادة ترتبت الجيش لمعركة الكرامة و رد الإعتبار و خرجت السيدة زوجة الشهيد مع الملايين ترفع علم مصر و تقول بصوتها الذى لا يكاد يبين ثم رفعت صوتها بهذه الكلمات :-

قسماً بالشهيد وُسد قفراً.
تاركاً خلفه عروساً و طفلاً.
قسماً بالدم المراق على البيد.
يندى ِّ حصىً ويسبغ رملاً.
قيماً بالأسد كُبل حراً.
بعدما أحسن القتال و أبلى.
قسماً بالدموع تنزف نزفاً.
من قلوب على الأحبة قتلى.
سنحيل الأحزان صبراً و عزماً.
وانتصاراً و نتبع القول فعلاً.
سنحل العدو قبوراً وإلا .
فظلام القبور بالعرب أولى.

و إستعد الجيش و قام بحرب إستنزاف فأذاقت العدو أمر ألوان الهوان و كبده خسائر فى الأرواح و السلاح و من بينها تدمير المدمرة إيلات .

ثم إنتقل القائد الرئيس إلى رحمة الله و تولى القيادة البطل الزعيم أنور السادات و بإستعداد يفوق الخيال تم تجهيز الجيش على أعلى مراتب التجهيز العسكرى .

و هنا تخرج الابن و صار ضابطاً بالجيش المصرى و التحق بالقوات المرابطة على الجبهة و قامت معركة الكرامة معركة العبور العظيم ١٩٧٣م و قد أبلى الأبطال كلهم بلاءاً حسناً و كان فى مقدمة الأبطال ابن الشهيد الذى تشرب دمه بالشجاعة و حب الوطن و التضحية و الفداء هى خصال غرست فيه بالفطرة و فى معمعة القتال و أثناء حصد البطل لرؤوس و دبابات العدو و قام ببطولات فاقت الخيال و كأنه ألف بطل إستشهد البطل بعد معركة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء تُعد أم المعارك فى أعلى فنون العسكرية و صنفت لتكون أعظم معركة عسكرية فى التاريخ الحديث تُدرس فى جامعات و كليات العلوم العسكرية وانتصرت مصر و ردت كرامتها و إعتبارها و حضر وفد من خيرة القادة العسكريين ليواسوا السيدة الفاضلة فى إستشهاد ابنها البطل ذاكرين لها كم البطولات التى يخلدها التاريخ و تكتب بصحاف من نور فى تاريخه فتبسمت السيدة الفاضلة و قالت : (كلنا فداء لمصر ، نحن فداكى يا مصر ، ابنى قرة عينى هو أغلى عندى من نور عينى ، و لكن تراب مصر أغلى و أبقى ، الحمد لله الذى أكرمنى لزوجى و ابنى يشفعان لى و هما فداكى يا مصر ).

و تبرعت بكل ثروتها لبناء مستشفى و مدرسة و مسجد باسم الشهيد وابنه الشهيد أيضا تخليداً لروحهم الطاهرة فتحية تقدير و عرفان لهذه السيدة و لكل سيدات مصر و أقسم بالله يا مصر ستظلين بخير مرفوعة الرأس و الهامة عزيزة و غالية و منتصرة على كل أعداكى مدام هناك سيدات مصريات مثل هذه السيدة و كثيرٌ ماهم عاشت مصر و تحية لكل سيداتها و أبطالها الشهداء شموع الوطن التى تنير لنا و لأجيالنا الطريق عاشت مصر بأبنائها و جيشها و حفظها الله دائماً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!