Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
دنيا ودين

أمهات الخير

أمهات الخير

—————————–

بقلم/الداعية  الإسلامي : أبوالحسن الأمير

في أيام الخير يفلح كل مقدم على أمهات الخير من الأعمال ، وهن امور سبعة ، أربعة منها في ظاهر سلوك العبد ، وثلاثة في باطنه .

فأما الظاهر منها فلقد أخبر عنه أهل التزكية بقولهم :

بيت الولاية قسمت أركانه

ساداتنا فيه من الأبدال

ما بين صمت واعتزال دائما

والجوع والسهر النزيه العال

أي الاقلال من ( الكلام والأنام والطعام والمنام).

– أولا : الصمت :

وهو أن يلزم العبد نفسه الصمت عن كل ما لا خير فيه من الكلام ، عملا بقوله تعالى : (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) – الآية 114 النساء .

وأن يكون كلامه ذكر لله وما فيه خير للناس فقط ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) – متفق عليه .

وحتى يأمن من الوقوع في الإثم أيضا ، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ..وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) – رواه الترمذي .

– ثانيا : العزلة :

وهي تجنب الناس إلا في ما هو واجب أو ضرورة ، والضابط في ذلك أن يخالط الناس في عموم الخير كالجمع والجماعات والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة وأداء واجب الأهل والولد والرحم ، وما تقوم عليه المعايش من مهنة أو حرفة . ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات .

أي كلما وجد فراغا يفر إلى ربه خاليا به ، قال تعالى : (فإذا فرغت فانصب ) -الآية 7 الشرح.

محققا بذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (..ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)- متفق عليه .

فيجعل له وردا من الإستغفار والصلاة على النبي بقدر الإستطاعة وما يستطيعه من قراءة القرآن ، وقول لا إله إلا الله ، وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار .

– ثالثا : الجوع :

ويقصد به الإكثار من صوم النافلة ، فهو الوجاء والوقاية للعبد ومضيق على مجرى الشيطان الذي يجري من ابن آدم كمجرى الدم من العروق ، ويجب تقليل الطعام بقدر الحاجة فلا يجاوز ثلث بطنه كما أوصى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه النفع للعبد ، وجاء في ذلك:

أقلل طعامك ما استطعت فإنه

نفع الجسوم وصحة الأبدان

لا تكثرن من الطعام تسمنا

فجسوم أهل الله غير سمان

ويتبع ذلك الإقلال وعدم الإسراف في الشهوات التي أحلها الله ، والتوسط في ذلك هو تحقيق العفة ، أي دونما حرمان أو إسراف ، وفي ذلك العون لمن أراد الإقبال على الله تعالى .

– رابعا : السهر :

وبه يكون قيام الليل وكثرة الذكر والتدبر ، قال تعالى : (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون) – الآية 17 ، 18 الذاريات .

وقال صلى الله عليه وسلم : (شرف المؤمن قيام الليل) – رواه الحاكم في المستدرك .

وفيه الأسوة به صلى الله عليه وسلم فقد كان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) – الآية 21 الأحزاب .

– أعمال القلب أو الباطن :

وهي من الأمور الخفية ( مجاهدات) وهن ثلاثة أمور:

– أولها : الصدق :

وهو الإجتهاد في تحقيق صدق التوجه إلى الله بالأعمال وتجنب الرياء والكبر والتعلق بزينة الدنيا وغير ذلك من أمراض القلوب .

– وثانيها : التوكل :

وهو الثقة في عون الله تعالى وأن الله لن يخذل من أراد وجهه بالعمل .

– وثالثها : الصبر :

ولن يفلح العبد في تحقيق كل ما سبق إلا بمجاهدة نفسه على الصبر ، وهو التجلد على تحمل ما تكرهه النفس ويحبه الله ، فلقد حفت الجنة بالمكاره كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم .

وبذلك يصبح العبد متعرضا لنفحات ربه توشك أن تدركه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!