مقالات
الرشوة : فساد وموت الضمير وضياع الكرامة وهضم الحقوق
گتب : أحمد طه عبد الشافي
قال تعالى : (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) صدق الله العظيم
ان الرشوة لها أسماء وعناوين كثيرا فتسمى بالهدية والإكرامية أو بدل الأتعاب وكذلك المجازاة على فعل معين والمكافأة ومهما تعددت مسمياتها فهي رشوة
أن الرشوة هي آفة يكاد لا يخلو أي مجتمع منها وهي نوع من أنواع الفساد وهي قيام شخص بدفع مبلغ من المال لموظفٍ ما من أجل الحصول على حقّ ليس له أو بهدف التهرب من واجب عليه القيام به فهي طريقة غير مشروعة لكسب المال باستغلال المنصب أو المركز أو المكانة الاجتماعية
كما أن الرشوة آفة خطيرة تفتك بنيان المجتمعات وتعرضها لخطر الفساد والتخلف والهلاك فالمجتمعات التي تسيطر المادة الجشعة على أفرادها وولاة الأمر فيها تضيع فيها الحقوق وتهدر فيها الفرص الكبيرة وتغيب عنها الكرامة الإنسانية وتظهر المظالم والمطامع وتتعطل كثير من أمور الحياة
ثم أن الرشوة كبيرة من كبائر الذنوب وحكمها حرام بالنص والإجماع سواء كانت للحاكم والقاضي أو العامل أو أي شخص له عمل وعليه واجبات يؤديها دون مقابل من أي طرف خارجي
تخيل أنك توجهت إلى مصلحة لاستخراج تصريح ما فأخبرك الموظف الذي يتلقى منك الطلب أنه نظرا للعدد الكبير من الطلبات التي يتلقاها المكتب فسوف يستغرق الموظفون مدةً كبيرة لإصدار التصريح لك. لكنه يضيف أنك إذا منحته مبلغ من المال فسوف يضع طلبك في صدارة طلبات استخراج التصاريح. حينئذ تدرك أن ذلك الموظف قد طلب رشوة للتو أي أن تدفع مبلغا ماليا بطريقة غير مشروعة لتلقي معاملة سريعة وحينها يمر
بخاطرك عددٌ من الأسئلة: هل أدفع لتسريع الأمور هل كان أي من أصدقائي أو أقاربي سيفعل الشيء نفسه إلا أنك لن تتساءل على الأرجح عما إذا كان مجرد تعرضك لذلك الطلب من شأنه أن يؤثر على قرارات أخلاقية أخرى سوف تتخذها لاحقا. مثل هذا الموظف قد فقد ضميره واخلاقه ايضآ وعليك انت الابلاغ عن هذا العنصر الفاسد في المجتمع
إذا رأى الشخص المنحرف نفسه في وظيفة ذات دخل صغير وأمامه أناس لهم دخل كبير أو رأى أصحاب المشاريع المختلفة كل يوم ثم قارن حياتهم المترفة بحياته سولت له نفسه أن يرتكب جريمة الرشوة ليعوض هذا النقص المادي الذي عنده مع أنه شيء طبيعي أن
يكون الناس بين فقير أو غني أو متوسط ولكن هذا الشخص المنحرف أقنع نفسه بأن الرشوة خير وسيلة للثراء السريع فيشتري سيارة فاخرة أو يبني منزلا أو يتزوج من بنات الأثرياء ولكن هذا المسكين ينسى أن الكسب الحرام مهما طال عمره فهو خالي من البركة وإلى زوال وهو من أهم أسباب غضب الله عليه في الدنيا والآخرة
ومما لا شك فيه أن تبصير الناس وتوعيتهم من حين لآخر بأضرار الرشوة على الفرد وعلى المجتمع مهمة وسائل الإعلام المرئية والسمعية والمقروءة وكذلك المساجد والمدارس والجامعات وذلك له أثر كبير في تحذير الناس
من عاقبة جريمة الرشوة وخاصة عند عرض نماذج مما دمرته سواء في المنازل التي انهارت على أصحابها نتيجة مخالفتها لِما قررته الدولة أو بعرض نماذج للأفراد الذين أصابتهم الأمراض نتيجة تناول الأدوية والأغذية الفاسدة التي انتشرت بين الناس نتيجة لدفع الرشوة
( حفظ الله مصر وشعبها العظيم. )
١
تعليق واحد
أعجبني
تعليق