القمر المعتم
القمر المعتم
بقلم: إبراهيم يونس.
كل إنسان في هذه الحياة له خبايا عقلية وسراديب فلسفية وكلما حاول الخارجون عنها أن يفتشوا فيها ويستولوا عليها عنوة لن يفلحوا إلا إذا خرجت من أصحابها بكل إرادة سابقة وسماح نفس وطيب خاطر.
الهواجس الفكرية تتطلب بيانا شافيا لما آلت إليه من صواب أو خطإ وكلما تمكن صاحبها من إعمال عقله في استيعاب تلك المآلات كلما عبر بذوقه العالي وحسه المرهف تلك الصوابات نحو القمة وتلك الأخطاء نحو الترفع.
كل منا له قمره المعتم الذي ينير شعاعه لغيره إما عن طريق فكرة أو نصح أو عطاء ولكن هيهات هيهات بين بين قمر وآخر فالقمر المعتم خير بكثير من القمر المكشوف ضوؤه بلا فائدة لمريديه.
يعلم البشر أن القمر البشري هو كتلة الإرشادات الصامتة التي تخترق خلايا الغير عن طريق الكتابة التي لها مفعول السحر كلما وصلت باحترافية جيدة وإتقان متزن بهدف التعمق في تفكير الآخرين.
لا بد لهذا القمر المعتم أن يحافظ على عدم إضاءة الفساد والانحلال العطائي لمن حوله وأن يتمسك بعتمته كلما فكر وعبر ولن يسلم من فساد الضوء إلا إذا حاول جاهداً أن تبزغ إشراقات الخيال مع مكتسبات الواقع وما يأتي عن طريق عتمة العقل وظلامه المتوهج بالداخل فقط وينشر عبير النور في الخارج يكون في قمة التوهج.
يا كتاب العصر عتموا قمركم بالفكرة واجعلوا نصب أعينكم ظلمة حجرة التفكير واستعينوا بالخيال البناء والواقع المعتدل وبالقمر المعتم تشرق فكرة الخلود.
وإلى لقاء آخر إن شاء الله.