Daftar Slot88
Slot777 Server Thailand
منوعات

حِوارٌ معَ الذاتِ .

بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي
إنَّ النفسَ الإنسانيةَ لهي أشبهُ ما تكونُ ببحرٍ تارةً يهدأ ، وتاراتٍ يثورُ فتتلاطمُ أمواجه ، ومرة يصفو ، ومراتٍ يتعكَّرُ ، إن وقفتَ على ساحله لا يبدو لكَ إلا ظاهره ؛ لذا يتحتَّمُ عليكَ الغوصُ بداخله إذا ما أردتَ الوقوفَ على ما في أعماقهِ ، ذلك الغوصُ الذي يتطلبُ جسارةً كبيرةً ، واحترافيةً شديدةً ، وهاأنا ذا أخوضُ غماره ؛ لأسبِرَ غوْرَ نفسي ، واستكنهُ حقيقتها ، فجاءَ الحوارُ بيني وبينها على النحوِ التالي :
– من أنتِ ؟ ولماذا خُلقتِ ؟
– أنا مخلوقٌ من خلقِ اللهِ – عزَّ وجلَّ – بل أكرمُ مخلوقاته ، خلقني بيده ، ونفخَ فيَّ من روحه ، وأسجدَ لي ملائكته تبجيلاً وتكريماً ، وسخرَ لي الكونَ بما فيه ، خلقني لتحقيقِ رسالةِ الاستخلافِ الإلهي المتمثلةِ في عبادته وحده لا شريكَ له ، وعمارةِ الأرضِ .
– هل كُتبتْ من السعداءِ أم من الاشقياءِ ؟
– هذا مما لا علمَ لي به ، ولكنْ ادعُ ليَ اللهَ إن كانَ قد كتبني في ديوانِ الأشقياءِ فليمحني ، وليكتبني في ديوانِ السعداءِ .
– هل أنتْ مطيعةٌ للهِ أم ممنْ أبِقَ عن حظيرته ، وابتعدَ عن شريعته ؟
– أنا من الذين خلطوا عملاً صالحاً بآخرَ سيئاً فعسى اللهُ أن يتوبَ عليهم ، أُمزِّقُ ثوبي بالمعاصي ، وأُرقِّعه بالاستغفارِ .
– هل تمشينَ مُكبِّةً على وجهكِ أم سويَّةً على صراطٍ مستقيمٍ ؟
– إنْ غلبتْ عليَّ طبيعتي الطينيةُ انكببتُ على وجهي ، وإن استضاءتْ نفسي بالنفخةِ الروحيةِ استويتُ على الصراطِ المستقيمِ .
– قويَّةٌ أنتِ أم ضعيفةٌ ؟
– إنْ لجأتُ إلى جنابِ اللهِ ، ولذتُ به شعرتُ بقوةٍ روحيةٍ تسري في ذاتي فأُحلِّقُ في سماءِ الطاعاتِ ، وإن ابتعدتْ عنه ينتابني ضعفٌ فيغرقني في بحارِ السيئاتِ .
– من أيِّ أنواعِ النفوسِ أنتِ ( أمَّارةٌ بالسوءِ – لوَّامةٌ – مطمئنةٌ ) ؟
– أكونُ أمَّارةً حينما تستعرُ نارُ الشهواتِ واللذاتِ بداخلي ، وأكونُ لوَّامةً وقتما تذهبُ اللذاتُ ، وأفكِّرُ في التبعاتِ ، وأكونُ مطمئنةً عندما أصبحُ في عنديِّةِ اللهِ ، وأستشعرُ بلذةِ القربِ الإلهي .
– هلْ أوتيتْ هداكِ ؟
– نعمْ ، ألمْ تقرأ قوله تعالى :{ وهديناه النجدينِ } سورة البلدِ آية-10
– هلْ أُلهمتِ فجوركِ أم تقواكِ ؟
– أطعتُ اللهَ في أحبِّ الأشياءِ إليه ، وهو التوحيدُ ، ولم أعصهِ في أبغضِ الأشياءِ إليه ، وهو الشركُ ، فأرجو أن أكونَ من المهتدينَ المتقينَ ، وأن يغفرَ لي ذنوبي ، ويُكفِّرَ عني سيئاتي ، ويدخلني برحمته في عباده الصالحينَ .
هذه هي بعضُ الأسئلةِ التي قمتُ بتوجيهها إلى نفسي ، محاولاً تقويمَ اعوجاجها ، والأخذَ بناصيتها إلى ما يحبه اللهُ ويرضاه ، ولمَّا استنطقتها جادتْ بما جادتْ به ، فاللهم آتِ نفوسنا تقواها ، وزكِّها أنتَ خيرُ من زكَّاها ، أنت وليُّها ومولاها .
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
أعجبني

تعليق

التعليقات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!