مقالات
القادرون باختلاف
بقلم: إبراهيم يونس
الفصيل المختلف القادر باختلاف ما هو إلا جزء من المجتمع سواء في البلاد العربية أو الإسلامية أو الغربية ولا يحق لأي مخلوق أن يهمش هذا الجزء لا عن طريق التنمر ولا الاذدراء ولا حتى بخس حقه في التعليم أو الرياضة أو العمل إن تخرج في كليته وجامعته وصار مثالا يحتذى به على أرض الواقع.
عندما يولد الطفل من ذوي القدرات الخاصة أو من ذوي الهمم كما يروق للميديا في المحافل ومواقع التصوير التلفزيونية أو الإنترنت يعلم علم اليقين أنه مختلف ولكنه قادر باختلافه من خلال توجيه الأسرة أولا له بذلك ثم من قرارة نفسه وانخراطه في الحياة وخوض تجاربها عن طريق دخوله التعليم سواء كان التعليم عاما أو خاصاً أو مهنيا أو أي نوع من التعليم كان.
يعلم المجتمع الرحيم أيضاً أن هذا الطفل لا بد أن يعامل معاملة خاصة مبنية على المحبة ونبذ العنف أو السخط عليه فما ذنبه؟! إنه صنع الله الذي أتقن كل شيء ومن هذا المنطلق يتم التعامل معه أو معها إن كانت أنثى على نوع إعاقته ومدى حدودها وماهيتها ومعلوم أن الإعاقات مختلفة ومتنوعة فمنها الحركية ومنها السمعية ومنها البصرية ومنها الذهنية وهلم جرا.
وبعد أن ينضج الشاب أو الفتاة من ذوي الهمم العالية ويلتحق كأقرانه بالمدرسة أو الجامعة يجد أنه في موقع المسؤولية النفسية تلك المسؤولية التي تجعله يعيش في تحدٍ دائم ومستمر مع ذاته ونفسه أولا ولا يشغله الغير إلا بعد أن يتقن فن منافسة الذات بالذات التي لطالما هي من أكبر العقبات التي تواجه هذه الفئة فمن وفقه الله للتصالح مع نفسه سيستطيع بفضل خالقه أن يتصالح مع الغير على أرض الواقع لا أرض الأحلام الوردية.
يستطيع أصحاب القدرات الخاصة والقلوب البريئة النقية أن يتنافسوا على صعيد الدراسة والرياضة والنبوغ تاركين كلمات الظروف والمستحيل والعجز وأنني لا أقدر وأنني لن أصل إلى الموقع كذا والمرتبة كذا ولن أسبق فلاناً ويصعب علي إحراز تقدم عليه .. كل هذه الترهات لا تليق بذي همة عالية علم أن الله الذي خلق فسوى قادر على أن يحيي الأمل وأن حسن الظن بالله والثقة بإمكانيات النفس التي وإن باتت قليلة إلا أنها تقوى وتشتد كلما علم صاحب الهمة أنها ستحصل على مراداتها كلما منحها القوة والإصرار والتفاؤل والتفاني في البذل.
كثير من ذوي القدرات الخاصة يعانون من تجاهل حقوقهم في استكمال نوعيات من الدراسة بعينها وتوظيفهم أسوة بغيرهم في مواقع تتناسب ومؤهلاتهم ونبوغهم وتفوقهم الأكاديمي والجامعي والمهني والحرفي.
أي شخص مهما كان إذا أراد أن يحل قضية ما يلزمه طرح حلول لها ولذلك لدي بعض التوجيهات والنصائح والتوصيات للمؤسسات المعنية حيال هؤلاء الأبرار ومنها:
1- إدراج أوائل الخريجين من ذوي الهمم للعمل تلقائياً في وظائف الدولة حتى يكونوا قدوة لمن بعدهم للنهوض في دراستهم لينفعوا أنفسهم ووطنهم.
2- وكذلك عمل وزارة خاصة لتلك الفئة تتبنى مشاكلهم ومتطلباتهم ويكون على رأسها واحد منهم يشعر بآلامهم قبل آمالهم.
3- وتفعيل دور الرقابة عليهم حتى إذا وجد منهم من تخاذل في عمله يسحب منه ثقة العمل ويتولى من هو أكفأ ولا ضير أن يعد ذلك شرطا قبل نيله العمل.
4- وإنشاء جامعات خاصة بأقسام وشعب كباقي الجامعات ولكن لتعليم ذوي الهمم بنفس آليات ومناهج التعليم العالي المتعارف عليها حتى ينالوا حقهم في التصحيح وأعمال الامتحانات لأنني وعلى مستوى تجربتي كنت أشعر بأنني كالمجاهد في سبيل الله وهذا لا يعني المنافسة مع الغير ولكن لا بد من مراعاة الفئات الخاصة فمنهم فاقد ذراعيه أو قدميه أو عينيه أو أذنيه فالرحمة مطلوبة.
5- وكذلك تخفيض رسوم الدراسات العليا بعد الجامعة أو إعفاء غير القادرين منها لأن هناك من لديه الرغبة لكن ليس لديه المال الوفير لتحمل أعباء ومصاريف وتكاليف تلك الدراسات.
6- تفعيل الرياضة للجميع والقراءة للجميع وعمل توعية في مراكز الشباب والأندية والمؤسسات التعليمية بالتعامل الجيد وكذلك عمل قنوات متخصصة لذوي القدرات الخاصة لتقديم النماذج المشرفة منهم حتى يأخذوا الضوء وينالوا بغيتهم عن طريق وسائل الإعلام.
تلك أبرز التوجيهات والنصائح والتوصيات على أمل أن تظهر للنور عاجلاً أو آجلا وإني لأشعر بالأسف أن تستمر حقوقنا نائمة في السرداب وأخشى أن ييأس بعضنا من حياته فيقضي عليها كفرا وجحودا.
فيا أيها المنصفون في مشارق الأرض ومغاربها بضعفائكم تنصرون وبضعفائكم ترزقون.
وإلى لقاء آخر إن شاء الله.