فى لقاء تم  مؤخّرًا مع صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، وجبريل الرجوب، أمين سرّ اللجنة المركزيّة لحركة فتح، وقد عرض الطّرفان مسائل حركيّة وأخرى وطنيّة تمثّل محور النقاش والجدل في الحركتيْن أو داخل الساحة الفلسطينيّة بصفة عامّة.

وقد أكّد العاروري، أنّ حركة حماس تناقش في الظرف الحالي خيارات التوجّه إلى الانتخابات القادمة، مؤكّدا أنّ كلّ الفرضيّات ممكنة، بما فيها دعم الرئيس الفلسطينيّ أبو مازن في الانتخابات الرئاسيّة. وأضاف العاروري أنّه ليس لـ”حماس حتى الآن قائمة بمرشحيها للتشريعي أو شخص للانتخابات الرئاسي، مشدداً على احترام نتائج الانتخابات الفلسطينية مهما كانت”. وبخصوص عدم مشاركة بعض الفصائل في الانتخابات أشار العاروري إلى أنّ “قرار حركة الجهاد عدم المشاركة في الانتخابات لا يعني أنها غادرت مربع المصالحة”

من جانبه، أشار الرجوب أنّ “اتفاق القاهرة يمتلك عوامل النجاح ولا سيما أن حماس وفتح متوافقتان بالجوهر والمضمون” مضيفًا أنّ “ما سمعناه من المسؤولين المصريين يؤكّد التزام القاهرة بالمساعدة على إنهاء الانقسام الفلسطيني”. كما أكّد الرجوب أنّ القاهرة قد استجابت للمطلب الفلسطينيّ بفتح معبر رفح، بعد انتقاده للسلطة المصريّة لغلق المعبر وسجن قرابة مليونيْ فلسطينيّ في قطاع غزّة. كما دعا الرّجوب السّلطة الفلسطينيّة إلى التوقف عن اعتقالاتها في حقّ نشطاء حماس في الضفّة الغربيّة من أجل الاستثمار في المصالحة لا الانقسام.

تصريحات الرجوب الأخيرة كانت محلّ انتقاد فتحاويّ بارز، وبعضها نقلتها وسائل إعلام محليّة وعربيّة، حيث انتقد قياديّون بفتح والسلطة الفلسطينيّة خروج الرجوب عن الخط العام السياسيّ للحركة، والارتجال في التصريحات دون العودة بالنّظر للقيادة المركزيّة داخل الحركة، حيث أفادت مصادر مقرّبة من الرئيس الفلسطيني أبو مازن أنّ هذا الأخير منزعج من “النزعة الانشقاقيّة والفردانية” للرجوب.

على خلاف ما تبدو عليه حركتا فتح وحماس من انسجام فإنّ الخلافات الداخليّة أمر واضح لكلّ متابع دقيق لتفاصيل المشهد السياسيّ الفلسطيني، وترجو الأطراف الوطنيّة أن لا تؤثّر هذه الخلافات على مسار المصالحة وعلى الانتخابات الفلسطينيّة القادمة.